tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

الجزء الأول "الحفر"
جعفر لِتحفِر هُنا بعمق مترينِ كما أَمَرَنَا العرَّاف...
حسناً أبي فلتُقرِب إليّ السراج...
ها قد فعلتُ بُني...
أتعلمُ جعفر بأنّي كنتُ أفعلُ مثل ما تفعل أنتَ الآن، ولكن مُنذُ ثلاثونَ عاماً تقريباً...
وما الذي جعلك تتركهُ أبي؟
الخوفُ بُني...
ومِمّا الخوفُ أبي؟
مِن المختبئ تحت هذه الأرض...
وما هو المختبئ تحتَها؟
الموت لا غيره...
أَوَ يَخَافُ مِجَلّيٌ من الموت؟؟!!!
مِجَلّي: نعم، إذ كان بعنقهِ زوجة وأبناء.
جعفر: ولكنَّك الآن عُدت إلى ما كنت تخشاهُ سابقاً؟
مِجَلّي: أجل، لأنَّ العرَّاف طمئنَّني.
جعفر: أولم تجد عرَّافاً يُطمئنك مُذ ثلاثونَ عاماً أبي؟
مِجَلّي: بلى، ولكنَّهُ كانَ أَغبراً طامِعاً فيما عند غيره؛ فقد أراد أن نقتسم ما تحويه المقبرة مُنّاصفةً فيما بيننا.
جعفر: وماذا عن عرَّاف العصر؟!
مِجَلّي: لم يطلب شيئاً سوى النفحة التي سأُعطيه إياها عن طِيبِ نَفس.
جعفر ضاحكاً: نِعمَ الخُلُق القناعة.
جدعون: ما بكَ يا رجل؟
القهرُ سُكينة...
سُكينة: وعَلاَمَ القهرُ ابنُ عم؟
جدعون: على ما أصابَ أخي مِجَلّيٍ.
سُكينة: وما الذي أصابه؟
جدعون: ما أصابَ غيره.
سُكينة: وما ذاك؟؟!
جدعون: البحثُ عن كنوز الأجداد.
سُكينة: ويلاااهُ ثم ويلاااه.
جدعون: التزمي الصمت يا امرأة.
سُكينة: وهل تعلم سميحة بما يفعل زوجها؟
جدعون: هي مَن شجّعتهُ على فعل ذلك.
سُكينة: هداها الله، فمُذ طفولتها وهي تُقارنُ حالها بغيرها ولا تَقنع بحظّها.
جدعون: هداها الله.
فلتُساعدني أبي....
جعفر... بُني ما الذي أصابك؟
أبي أنقذني... أبي....
جعفررررررر.........
فلتُسرع أيُّها العرَّاف فجعفرٌ في خطر....
حسناً مِجَلّي... هيّا بنا....
أين اختفى ولدُك؟
هُنا شيحا العرَّاف...
ماذااااااااا؟...هُنا...!!!
مِجَلّي: ماذا حدث شيحا؟
العرَّاف: حدث ما لا تُحمَد عُقباهُ مِجَلّي.
مِجَلّي: ماذا تقصد عرَّاف؟
العرَّاف: قد استحوذ الفرعون صاحب هذه المقبرة على ولدك.
مِجَلّي: كيف يحدثُ ذلك؟
العرَّاف: عندما تأتي للخطر برغبتك فلا تسألني.
مِجَلّي: أنتَ مَن أشرتَ عليّ بهذا المكان.
العرَّاف: لم أفعل؛ فقد أشرتُ عليك بأرضك ناحية الشَمال الشرقي لا من ناحية الشَمال.
مِجَلّي: ولكنَّي سمعتُها الشَمال فقط.
العرَّاف: الخطأُ في أُذُنِك.
مِجَلّي: ولماذا رفضُ هذا المكان؟
العرَّاف: لجسامة خطره؛ فقد أخبرني الأسياد أنَّ صاحب المقبرة لا زال حيّاً.
مِجَلّي: ماذااااااااا؟
العرَّاف: نعم ،ولكنَّهُ غائبٌ عن الوعي بفعل السحر الذي شَرِبهُ فنام على إثره؛ إلى أن تتحقق الأسطورة فيفيقُ من نومه.
مِجَلّي: وما ذاك؟؟!!!
العرَّاف: أن تُفتح المقبرة على يد شابٍ في الثلاثينَ من عُمره لم يتزوج بعد، خَلوقٌ وسيمٌ يعرف الإله ويفعل لأجله الخير وأن...... وأن....
مِجَلّي: وأن... ماذا؟
العرَّاف: وأن يبدأ اسمهُ برسم"...." أي حرف الجيم.
مِجَلّي: ماذااااااااا؟؟؟؟؟؟
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.